أرض
النفاق وأرض الخوف!!!
وسع وسع،،،
ماشى في الظل بتجنب الظهور في الشمس لشدة لسعتها،
كما كأني كنت أقول يا أرض أبلعينى فباطنك أرحم من ظاهرك.
يا أرض أبلعينى ولا تتركى أي شيء ظاهر فى،
فقد أتعبنى جسدى وآلمتني عظامى وتغلب على السقم والمرض، وقد تجوفت ذاتى وأفرغت ما فيها،
ولا أعرف حالياً ما سبب الرغبة في الانكماش، وما هو المحرك لهذه الأفكار السيئة. هل
هى طبقات الاكتئاب التي تراكمت فوقى ولا تعطى لى فرصة في التنفس، ولا المرار
الطافح اللى خلانى أعمل كدة لأصبح على هذه الصورة المسخ، فلربما كى أقبل بين
المسوخ لأنهم فقط من يعيشون في الرمادى في وقت يعتبر فيه الحياد خيانة. لأنه تجاهل
للحق وهروب من المسئوليات، فهناك الكثير من الناس ترى إن الرمادى به مساحة كافية
للاختباء، ولكن ما أتضح لى أن حتى سيرى على هدى في الظل سيشفع لى فأكمل حياتى في
مساحة رمادية هادئه وساكنة ومريحة، فقد أتعبنى الكفاح وأعيتنى الحيلة وخارت قواي،
فلا أحد يستطيع القتال إلى ما لانهاية، ولنترك ما بقى لأجيال فتيه قادمة, ولإن أيضاً
لا توجد فعليا منطقة رمادية يمكن أن نختبىء فيها أو تأخذ فيها استراحة محارب, لإن
للأسف بلادنا لا يوجد فيها مكان تظل فيه راغبى الحرية والحق والعدل، وإن المساحة
الرمادية هي موجودة فقط في خيال الشعراء, وذلك لإن للأسف الأرض كلها أغرقها السواد!!!
إحنا شعب وأنتم شعب، كم هي مقولة سافلة وحقيرة،
ولكنها حقيقة لا أنكارها، ولكن ما لا يمكن أن تنكره أيضاً إن الرب واحد سواء شأت
أو لم تشأ "فكلنا عباد له: عاصى وتآب، ظالم ومظلوم، تقى وشقي".
ولذلك لا تكن ملكى أبداً أكثر من الملك، ولا
تبيع أخرتك بدنيا غيرك، ولا تكن أبداً ذبابة في دنيا غيرك.
طيب لما أنتم بتحاولوا أن تقنعونا بأن دى
الدنيا النظيفة اللى في الوش، طب فين بقى الدنيا الوسخة اللى أنتم معودينا عليها
ومغرقينا فيها.
عموماً هذا الفصيل الأسود لم يعد يحتمل أن
يقترب منه إلا إلى كبار المعرصين، ولا تتعجب ولكن أندهش فهذا اللفظ هو محاولة للإطراء
على المقربين من النظام، فهم يروه كوسام على مؤخرتهم، ولثانى مرة لا تندهش فهذا هو
المكان المعتاد ولوضع الأوسمة لهم فيه، أما الصدر فيترك للشرفاء.
فيا ترى متى سنعبر من أرض النفاق والخوف إلى
أرض الحق والعدل؟ وهل سيكون هذا قبل أن نوارى التراب.
بقلم
هتموت من الشمس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق