الخميس، 6 مارس 2025


 

لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم!!!

 

"لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم"  جزء من الآية 43 - سورة هود.

جزء من آية وخلاصة عظيمة من درس قاسى لم تستوعبه البشرية حتى الآن ولم تتعظ به.

قول جبار فى القوة والبلاغة والعمق , قالها الأب الثانى للبشرية, أثناء الطوفان للرد على أبنه الذى كان يعتقد بسذاجة وغباء شديد "بأنه إذا آوى إلى جبل سيعصمه من الماء", وهو قمة الجهل بحجم القدرة خلف الحدث!!!

وأنتهى الحدث بعد أن ترك أثر عميق فى تاريخ البشرية, لتبتدى بعده الفرصة الثانية للبشرية.

وتعلم بأن للحقيقة دائماً وجهان مثل القمر. الأول ظاهر دائماً تراه لأنه يواجهك دائماً ومضىء, والأخر يقع فى الظل, ولا يدركه إلا أصحاب العقول والأفئدة المنارة بنور الله.

طيب سأحاول أن أتبسط فى القول ليفهم عامه الناس المراد.

سيدنا نوح "عليه السلام" دعا قومه لمدة 950 سنة قبل الطوفان, ولم يؤمن به إلا عدد أقل من أصابع يدية لدرجه إن أبن من أبنائه كان كافر ولم يعلم به!!!

ولدرجة أنه من كثرة يأسه دعى على قومه, فأتى بعدها الطوفان ليدفن التاريخ الأول, ويسمح للبشرية بفرصة ثانية للبداية وفقط  وحصرى "لقلائل مؤمنين"!!!

ولما لم تستوعب البشرية الدرس القاصى الأول, ورجعت ثانية إلى أكثر وأبعد من فسادها ومجونها وكفرها الأول, وسيتتبع ذلك بالتالى درس أخير للبشرية سيكون أكثر قسوة من ما سبقه, ليعطى أنذار أخير, وسيموت فيه أعداد أكبر مما حدث فى الطوفان الأول.

ونحن الآن فى بداية عصر الفتن والملاحم, وسيواكبه أحداث سماوية جبارة أكبرها "الطارق والدخان", وأنا أسميها مجملاً الطوفان الثانى!!!

وقال الله سبحانة وتعالى فى سورة الأنبياء – الآية 105 "ولقد كتبنا فى الزابور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون".

وقال الله سبحانة وتعالى فى سورة القصص – الآية 5 "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".

وهما تعنيان أن النذير الأخير الذى سيرث الأرض هو من عباد الله الصالحين, ومن المستضعفين فى الأرض, ثم تبدء بعدها مباشرة علامات النهاية الكبرى بالظهور تباعاً.

 فتأخذ الريح أرواح المؤمنين على الأرض, ويسدل بعدها الستار بنهاية شديدة الترويع تقضى على الأرض, وعلى أشرار البشر "القيامة".

فمن لم يتعظ من ثلاثة فرص أخذتها البشرية فلا أمل فيه, ولا فائدة ترجى منه, وهى نهاية مستحقة له, "قمة العدل".

السلام على من أتبع الهدى.

تذكروا "لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم".

 

بقلم

هتموت من الشمس

 

ليست هناك تعليقات: