• أحب أن أهدى أول ما سأكتب بعد قيام الثورة إلي أرواح الشهداء والجرحى وزملاء الكفاح في الثورة , فبالرغم من أنه قد راودتني الكثير من الأفكار لمقالات هامة وإني قد كتبت فعلاً مسودات لثلاثة مقالات إلا إني قد امتنعت عن تشطيبها ونشرها وبعضها قد تجاوزته الأحداث الآن ولم يهمنى ذلك فقد كرست كل وقتي للثورة منذ بداية وتركت كل شيء حتى استعمال النت إلى أن اطمأننت تماماً إلى نجاح الثورة وإنها على الطريق الصحيح ولن تحيد عنه وإن مسألة نجاحها الكامل هي فقط مسألة وقت فقد كانت حلم حياتي وقد رأيته يتحقق فكم كانت سعادتي عندما نجحت ...
• نفسي أصافح كل مصري حر الإرادة مرفوع الرأس و أحيي الجيش المصري فرداً فرداً وأحنى رأسي احتراماً للشهداء الذين روا بدمائهم الذكية أرض مصر الطاهرة فغسلوا بها عار سنين من الذل والهوان وأيقذوا بها روح الثورة فلا نامت من الآن أعين الجبناء ولا العملاء ولا من باعوا أنفسهم للشيطان , والآن وقد هدءا روعي واطمأننت نفسي وارتدت الروح إلى قلمي فكتبت من جديد .
• عموماً فلنترك همومنا وقلقنا جانباً لنبدء بتحسس الدرب على الورق على استحياء ,,, يا الله ح نستفتح يا قوى استعنا على الشقي بالله , وكخطوة أولى سنتحدث عن الفرق بين الثورة التونسية والثورة المصرية فقد ابتدأت الأولى بلا مقدمات واضحة بعد فترة طويلة من الخمود بمفاجئة الطبقة الدنيا من المجتمع باحتجاجات لمطالب شخصية ثم بعد أسبوع تحولت إلى المطالب الفئوية بعد انضمام النقابات العمالية والمهنية إليها ثم تحولت في النهاية بعد ثلاثة أسابيع وانضمام الطبقة الوسطي إليها في المدن الكبرى إلى المطالب السياسية لتصبح في النهاية ثورة مكتملة يشارك فيها كل الشعب , ولكن الثورة المصرية أخذت منح مختلف تماماً فقد بدئت بمقدمات واضحة لم يستطع أن يقرأها معظم المحللين السياسيين بسبب عدة أخطاء فادحة في التوقع والرؤية حتى أنا نفسي لم أسلم منها منذ سنتين , ولكني وقبل قيام الثورة المصرية بثمانية أيام استطعت أخيراً تفتيح أعينى على حقيقة مذهلة فقد استطعت فك طلاسمها وقراءة بوادرها الأكيدة ثمانية أيام قبل اندلاعها بالرغم من أنى كنت مغيب عن رؤيتها من قبل مثل الجميع ولربما كان هذا من فضل الله علينا فلم يستطيع احد من أعدائها أن يقرئها ليحذرها ويتجنبها أو أن يحاول إجهضها , فقد أزفت الأزفة فبعد أن جمعت الثورة قوتها وعنفونها فاجأت الجميع وربما كان السبب الأول لصعوبة توقعها يرجع لأنها لم تكن ثورة جياع كما كان متوقع بل كانت ثورة الطبقة المتوسطة والنخبة المثقفة "سواء كانت من الطبقة الوسطي أو من الطبقة العليا من المجتمع" , ولذلك بدأت بمطالب سياسية منذ اليوم الأول بامتياز وأعجبني هنا تعبير أحدى الشباب القائمين بالثورة قوله بأن ( "الثورة المصرية" لم تكن مثل "النموذج التونسي" ولكنها أتت مثل حرب الاستنزاف في البداية مثل ما فعلته حركة كفاية و6
إبريل والجبهة الوطنية من أجل التغيير وكلنا خالد سعيد ,,, الخ , وبعض الكتاب والصحفيين والشعراء والفنانين والمدونين المستقلين الشجعان الذين أثاروا الزوبعة داخل المجتمع بشدة جرأتهم وجسارة آرائهم ثم أتت الثورة بقوة في 25 يناير كحرب 1973 ) , وأضيف هنا "لتكتسح كل حدود وتغير المفاهيم تماماً على الأرض وأن أول يوم انضمام الجموع الشعبية إليها في يوم جمعة الغضب 28 يناير نجحت يومها الجموع مباشرة في كسر الذراع الطويلة للدولة التي تهدد بها الشعب وهى قوات الأمن علي اختلافها تشكيلاتها فكانت المفاجأة أن ننتصر يومها على قوات الشرطة وندخل ميدان التحرير لنبقي حتى أخر يوم في الثورة بمفاجأة الانتصار من أول يوم على عكس الثورة التونسية التي احتاجت إلى شهر لكي تحتل شارع بورقيبة .
• وإن كان أكثر ما أعتز به هو توقعي لقيام الثورة المصرية قبل قيامها بثمانية أيام بالضبط تقريباً كما حدث في المقالة المنشورة في 19 يناير 2011 أي قبل الثورة بستة أيام كمقالة طويلة من عشرة صفحات فلوسكاب بعنوان "متى يحيي الله مصر بعد موتها ؟!!!" , ومن لا يصدق فليرجع للمقالة وتاريخ النشر في مدونتي HEMMS على العنوان الإلكتروني www.hemms.blogspot.com
• وذكرت فيها ما هو التماثل بين مصر وتونس وما هي نقاط الاختلاف بينهم ولذلك للأسباب الأولى ستأتي لا محالة قريباً ولكنها بسبب الاختلاف ستكون أكثر دموية .
• والآن فنعش الحاضر فسأنشر توقعاتي ورؤيتي لما سيحدث في الفترة القريبة في الدول العربية وللتذكير فقد رأيت في توقعاتي السابقة للثورة المصرية وصف أن رياح التغيير آتية من الغرب وأن كل الشعوب العربية متماثلة في هذا وأنها ستتحرك لتغيير الأنظمة العربية قريباً وإن قد أخطئ كل من قال إن مصر غير تونس لأن مصر مثل تونس وإننا أمام نقطة انقلاب في التاريخ وإن الثورة قادمة قريباً لا محالة .
• عموماً سواء صدقتموني أم لا فهذه شهادة للتاريخ أحب أن أبرئ بها ذمتي فلربما إن سمعها من هو ذي عقل فيتجنب بها إزهاق الكثير الأرواح فيحقن دماء شعبة وذلك لأن موجات المد قادمة قادمة لا محالة ولا حيله في تفادى الإعصار ولا مجال الآن لتجنب التغيير القادم فبالرغم من اختلاف الأسباب والمسببات إلا إن الثورة قادمة إلى كل قطر في الدول العربية وأن اختلفت في التوقيت وطريقة قياهما وعدد ضحاياها وما ستنتهي إليه بعد حين ورؤيتي للموضوع أنها ستأتي في موجات متعاقبة من الغرب تبدأ فيها الموجهة الأولى من تونس لتنتهي في البحرين مارة بمصر واليمن والموجة الثانية على ما اعتقد ستبدأ من الجزائر وتنهى في العراق مارة بليبيا والأردن ثم ستتوالى بعدها الموجات متعاقبة وقد تتوازى أحياناً أو تتسابق أحياناً أخرى , ولكن من المؤكد أنها في كل مرة ستزداد دموية لأن كل نظام سيكون مستعد أكثر وستزداد ضراوة مقاومته ولكن في النهاية فالإعصار الذي أبتدئ في تونس سينتهي قريباً في بلداً ما "في الغالب ستكون سوريا" بعد أن يطيح بكل دكتاتوريات المنطقة ويعيد كتابة التاريخ مغيراً شكل الحياة على كوكبنا الصغير إلى الأبد .
حمدى عصام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق