السبت، 29 مارس 2025


 

أبطال من ورق على رقعة الشطرنج!!!

 

مجد قدامى الشعراء الكثير من الملوك وأصحاب الأموال والنفوذ بأشعارهم على سبيل النفاق, وهذا لا يمنع من أنهم قد أبرزوا معهم بعض من الأبطال الحقيقييين, وكان فى سمات عصرهم الكثير من الصدق الممزوج بقليل من النفاق, عكس عصرنا المكون من كثير من النفاق بعضه برائحة الصدق!!!

و كان ذلك فى زمن قل فيه النفاق وإن وجد أصلاً فهو مفضوح!!!

ولكن مع نشأة فنون الدعاية وتبلورها فى العصر الحديث "بدء من الطباعة حتى الوصول للأنترنت والذباب الإلكترونى والذكاء الصناعى", وظهرت عندها خطورتها فى أنها تصنع الكثير من "الأبطال من الورق على رقعة الشطرنج", والمقصود "برقعة الشطرنج" هو مجال العمل السياسى, وهو البحر الرماضى التى تعوم فيه الشعوب ويتحكم فيه فى مصائرها عدد قليل من الزعماء والقواد والمؤثرين, قليل منهم حقيقيين وظاهرين, وكثير منهم من ورق ومصنوعين ومصنع لهم هاله زائفة من الدعاية الماكره, تكبر كل عمل تافة يعملوه وتظهره للعامة على أنه عمل لا يقدر عليه إلا فقط الأبطال الأفذاذ, وهم فى الأصل مكونون من الكثير من القصاصات البالية وزبالة الورق!!!

حتى أصبحنا فى زمن النفاق!!!

وأقل ما يوصف به "أخرجوهم فهم أناس يتطهرون"!!!

وأقبضوا عليهم فقد ظهرت عليهم "علامات الصلاح"!!!

"وأنا عارفه ده أخوانى وكان بيساعد أمى"!!!

وفى تبسيط للمضمون ففى هذا الزمن قلبت فيه المعانى, حتى أصبح عمل الخير سبه وسبب لتعاستك, حتى إنك ممكن يقبض عليك متلبس بعمل الخير!!!

وكأنهم عندما حصلوا على دليل صلاحك قد أخذوه كقرينه ضدك وسبب للتنكيل بك!!!

لقد ضلت الدعاية أيضاً على مدى العصور القديمة فصورت الكثير من كبار الطغاة على أنهم أبطال لا يشق لهم غبار, وهذكر هنا البعض على سبيل ضرب المثل للعظة, مثل "جنكيز خان وتيمور لانك,,, والكثير غيرهم", فصنعت منهم أساطير!!!

ولكن آتى العصر الحديث فتغلب بأدواته وصنع الكثير من الأبطال على هيئة بالونات وفقاعات فارغه لاتصمد أمام أية ريح أو زمن!!!

وتجد المجتمع الشرقى والغربى أنقسموا فى هذا الصدد بشدة "فخلق المجتمع الشرقى الكثير من الأبطال الأساطير الذين أشتهروا على مستوى العالم", الذين أنتفخوا على حساب مجتمعاتهم وهم أبطال فى الوهم "أبطال من ورق" وتركوا بلادهم ترزح تحت الفقر والعوز والمرض والجهل والتخلف!!!

فى حين تجد المجتمع غربى أزدهر بلا أبطال مضخمين مبالغ فيهم, وأنفردت البطوله فيه للمؤسسات, لتنشأ مجتمع متقدم واعد, تطورت فيه الحضارة والحقوق ورفاهية الأفراد!!!

عموماً معظم الأبطال الحقيقيين فى العصر الحديث لا يجدوا من يتحدث عنهم, "ويداس عليهم بالأقدام, فلا هم عندهم أجهزه دعاية تعمل بالأموال المنهوبه من قوت الشعوب لتمجد فى بطولاتهم, ولكن أهالت أجهزة وأدوات النفاق التراب على الأبطال الحقيقييين, فى نظريه كسر الأيادى والأقدام لكى تظهر من بينهم قامات الأقزام"!!!

----------------------------------------

كل سنة وأنتم طيبين.

 

بقلم

هتموت من الشمس

 

ليست هناك تعليقات: